أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة خطبة الأسبوع ، خطبة الجمعة القادمة، خطبة الاسبوع، خطبة الجمعة وزارة الأوقافعاجل

يوم العيد “يوم الجائزة”، للشيخ عبد الناصر بليح

    • يوم العيد “يوم الجائزة”

      فضيلة الشيخ / عبد الناصر بليح

      الحمد لله كثيراً، والله أكبر كبيراً وسبحان الله بكرة وأصيلاً. الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أنّ سيّدنا ونبيّنا محمّدًا عبده ورسوله الدّاعي إلى رضوانه، اللهمّ صلّ وسلّم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابِه وإخوانه. أمّا بعد: فيا أيّها المسلمون، أوصيكم ونفسي بتقوى الله جلّ وعلا فمن اتقاه حفظه في دنياه وأخراه. اليوم يوم الجائزة ويوم الفرح والتهاني :” للصائم فرحتان يفرحهما فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه”(مسلم وأحمد). بالأمس كنا نستعد لاستقبال شهر رمضان المبارك، ونعدّ العدة فرحين بنعمة الله، وها نحن اليوم نلوّح بأيدينا مودّعين رمضان، وكلنا لوعة على فراقه؛ لأنه شهر الخير، شهر البركة، شهر الصبر، شهر المواساة، شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار. من منا لا تؤلم نفسَه لحظاتُ الفراق؟! ومن منا لا تجرح مشاعرَه ساعات الغياب؟! بدموع الفرح استقبلنا رمضان، وكأنني بك تطلق العبرات لسماع أول موعظة في رمضان، وها أنت بدموع الأثر والتأثّر تودّعه.. أخوة الإيمان والإسلام :بالأمس كان الإفطار حرامًا، فأصبح اليوم الصيام حرامًا، وليس بين اليومين حاجز زماني، الذي حرّم إفطار ذاك هو الذي حرّم صيام هذا، إنها أيام أكل وشرب وذكر لله تبارك وتعالى.:”وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ”(آل عمران). ولكن الذي يهون علينا فراق رمضان وينسينا لوعة الحرمان من فضائله .أننا في هذا اليوم سوف نتسلم الجائزة الكبرى من رب كريم منان يفيض بالخير علي عباده الصالحين وهي شهادة لدخول الجنة لينعم العبد بنعيم مقيم أعده الله لعباده الصالحين حيث يقول :” أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر علي قلب بشر “(البخاري ومسلم عن أبي هريرة) . فبعد أن صام المسلمون وتخرجوا من مدرسة رمضان بأرواح لطيفة وشفافة طهروا أنفسهم وأرواحهم، وها هم يقبلون على يوم العيد هذا مهنّئين متودّدين، يمسحون رأس اليتيم، ويمدون يد العون والمساعدة للفقراء والمساكين بالبر والعطاء.وقد تخرج المسلم من مدرسة الصيام وقد تعلم الإحسان إلي الآخرين و:”الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك”(مسلم وغيره). وقد تعلم المسلم الإحسان إلي الأرامل واليتامى والمساكين والمحتاجين بعد أن شعر بمرارة الجوع والعطش فقد قيل لنبي الله يوسف لما تجوع وأنت علي خزائن الأرض قال أخاف أن أشبع فأنسي الجائع “. فليجنى الصائمون بعد صيامهم ما أثابهم الله عز وجل وثمرة جهدهم وتعبهم وهي مغفرة ذنوبهم :” من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه “(البخاري). أيها المسلمون، منذ أيام استقبلنا شهر رمضان، وبالأمس ودعناه مرتحلاً عنا، شاهداً لنا أو علينا، وفي صبيحة هذا اليوم الأغر، يوم عيد الفطر المبارك، غدوتم إلى رب كريم، يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل، لقد أمرتم بقيام الليل فقمتم، وأمرتم بصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربكم، فاقبضوا جوائزكم،من رب كريم ، فإذا صلّوا نادي مناد: ألا إن ربكم قد غفر لكم، فارجعوا راشدين إلى رحالكم، فهو يوم الجائزة، ويسمى ذلك اليوم في السماء يوم الجائزة”( الطبراني في الكبير). ويوم القيامة ينادَى عليكم أيها الصائمون أن ادخلوا الجنة من باب الريان، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. عباد الله هذا يومٌ يُظهر فيه المسلمون ذكرَ الله وتعظيمَه والثناءَ عليه، ( وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ وَلِتُكَبّرُواْ اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)ِ [البقرة:185]. هذا يومُ عيدكم، يوم فرحٍ وسرور بعبادة الرب الغفور. وليس يوم تحلّلاً من قيودِ الشرع، ولا طيًّا لبساط العبادة، ولا هدمًا لبناء الأعمال، ، إذاً فلنحذر أن نبارز الله بالعصيان في هذا اليوم.وفيما بعده بسماع الحرام ، أو النظر الحرام، أو الكلام المحرم، أو اللباس المحرم فاحفظوا جوارحكم واشكروا ربكم لتسعدوا برضاه. ولكي تستلم جائزتك يندب لك أن تلبس أحسن الثياب وتتطيب بأجود الأطياب في يوم العيد لما أخرجه الحاكم قال: أمرنا رسول الله في العيدين أن نلبس أجود ما نجد، وأن نتطيب بأجود ما نجد. وكان النبي يلبس بُرْدًا حَبرَة في كل عيد”.( البيهقي). والحَبرَة: الموشى والمخطط. فلنلبس أجمل وأحسن الأخلاق وأكمل الشمائل، ولنتطيب بأطيب الخصال. ويسن للمسلم أن يذهب من طريق ويرجع من آخر لتشهد عليه الملائكة، لحديث جابر رضي الله عنه قال: كان النبي إذا كان يوم عيد خالف الطريق. رواه البخاري. والعيد الحقيقي هو يوم لا نعصى الله تعالى، ولقد قيل لأحد الصالحين: متى عيدكم؟ فقال: يوم لا نعصي الله سبحانه وتعالى، وقال آخر: ليس العيد لمن لبس الجديد وأكل المزيد، بل العيد لمن أمن الوعيد وكانت طاعاته تزيد. وليس العيد لمن لبس الملابس الفاخرة، إنما العيد لمن أمن عذاب الآخرة. وقال أخر :” اليوم عيد وغداً عيد وكل يوم لا نعصي الله فيه فهو عيد” العيد أقبل يا أخيَّ فكن فر حاً فما العيـد إلا لكل سعيد ما العيد إلا أن نعود لديننا حتى يعود نعيمنا المفقـود ما العيد إلا أن نكوِّن أمة فيها محمد لا سواه عميد ما العيد إلا أن يُرى قرآننا بين الأنام لواؤه معقـود قَدِمَ رسولُ الله المَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلعَبُونَ فيهِمَا فقال: “مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟” قالُوا: كُنّا نَلْعَبُ فِيهِمَا في الْجَاهِليّةِ، فقال رسولُ الله : “إنّ الله قَدْ أبْدَلَكُم بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الأضْحَى، وَيَوْمَ الْفِطْر”( أبو داود.). وفيه نهاية من اللطف وأمر بالعبادة؛ لأن السرور الحقيقي فيها، قال الله تعالى:” قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ” [يونس:58]، حيث كل عيد منهما بعد أداء فريضة وقربة إلى الله سبحانه وتعالى، فعيد الفطر السعيد بعد أداء فريضة الصيام، وعيد الأضحى بعد أداء فريضة الحج، فالعيد بمثابة استراحة من سفر أو ري بعد ظمأ، فيزداد العبد بالعيد قربًا من الله تبارك وتعالى. ويسن للمسلم ـ أيها الإخوة ـ أن يُظهِر الفرح والبشاشة لمن لقيه في يوم العيد لما روي عن حبيب بن عمر الأنصاري قال: حدثني أبي قال: لقيت واثلة يوم عيد فقلت: تقبّل اللّه منا ومنك، فقال: تقبل اللّه منا ومنك. ( البيهقي). أيها المسلمون، لقد شرع لكم نبيُ الهدى بعد رمضان صيام الست من شوال، فصوموها، وحافظوا على الصلاة في وقتها، فإنها أولَ ما تحاسبون عنه يوم القيامة، ومن لم يؤد فريضة الحج بعد فليؤدها قبل أن يحال بينه وبينها، ثم استوصوا بالوالدين خيراً، وترحموا على من مات منهما، تحببوا إلى أبنائكم، وصِلوا أرحامكم وأقاربكم، واحذروا قطيعتها، فإن صلتها من الإيمان، والرحم معلقة بالعرش يقول الله:”ألا ترضين أن أصل من وصلك، وأقطع من قطعك؟! قالت: نعم، قال: فذلك لك”. أحسنوا إلى الأيتام والأرامل والفقراء، وأوفوا المكيال والميزان، واجتنبوا الغش والكذب في البيع والشراء. وابتعدوا عن الغيبة والنميمة والكذب والغش والخداع . عباد الله صلوا وسلموا على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال :” إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً” (الأحزاب:56) اللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين وعن سائر الصحابة أجمعين وعن التابعينَ لهم وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بمنك وفضلك وإحسانك يا أرحم الراحمين. الخطبة الثانية: الحمد لله الذي وفق من شاء لطاعته، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً. الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد. أما بعد: فيا أخوة الإيمان : هذا يوم عيد يوم فرح وتهان وسرور ومغفرة الذنوب وقبض الجوائز .. يوم عيد لمن صام وقام رمضان وليلة القدر إيماناً واحتساباً وزكي وتطهر ..اليوم عيد لمن طابت سريرته وصلحت نيته .. يوم عيد طالما :” الإسلام بخير والإسلام بخير و باق بقاء الدهر وإلي أن يرث الله الأرض ومن عليها.. فالكفر والباطل وإن تسلط فإن تسلطه محدود بقَدَر من الله، لأن الله جعل لكل شيء نهاية. ولنا في قصص من مضى من القرون عبرة وعظة ولو أجرينا مقارنة بين الكفر والإسلام، لوجدنا أن دين الله قديماً وحديثاً هو الغالب، وهو المسيطر مدةٌ أطول من سيطرة الكفار فهذه الأمة المحمدية بقيت حاكمة منذ بعثة نبيها أكثر من ثلاثة عشر قرناً من الزمان وهي أمة ظافرة منتصرة، ملكنـا هـذه الدنـيـا قـرونــاً وأخضعها جدودٌ خالدونــا وسـطَّرنا صحائـف من ضيـاء فما نسي الزمان ولا نسينـا وما فتـئ الزمـان يـدور حتى مضى بالمجد قوم آخـرون وأصبح لا يُرى في الركب قومي وقـد عاشـوا أئمته سنينا يوم عيد طالما هذه الأمة باقية و هذا الدين هو سر بقاء هذه الأمة ووجودِها، فرعون مضى، النمرود مضى، أبرهة مضى، أبو جهل مضى، هولاكو مضى، جنكيز خان مضى، موشي ديان مضي وبوش مضي وقروناً بين ذلك كثيراً، حتى رؤساء الكفر والضلال في هذا الزمان سوف يأتي يوم ويدفنهم أصحابهم، فصبر جميل ، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون. يوم عيد ما وقفنا صفاً واحداً ضد الإرهاب وضد أعداء الأمة المعتدين .. ونحن بأمسِّ الحاجة إلى اجتماع الصفِّ ووحدة الكلمة والوقوف مع قيادتنا ضدَّ من يهدّد ديننا وأمنَنا وخيرنا . يوم عيد ما كنا في أمن وسلام ووئام : “من أصبح آمنا في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه ، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها”( حسن). فبالأمن يأمن المسلم على دينه وعلى ماله وعلى عِرضه، ويتفرغ لعبادة الله، ويسعى في إصلاح دينه ودنياه، فهذا الأمن مسؤوليةُ كل فرد منا . :”الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ” (الأنعام:82). اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين .. وأذل الشرك والمشركين ودمر أعداء الدين واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين اللهم آمنا في أوطاننا .. وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا . اللهم انصر خير أجناد الأرض ، الذين يجاهدون في سبيلك لإعزاز دينك وإعلاء كلمتك، اللهم انصرهم علي الإرهابيين والصهاينة أعداء الدين . اللهم سدد سهامهم ، واجمع على الحق كلمتهم وانصرهم على عدوك وعدوهم. اللهم إن اليهود المحتلين قد طغوا وبغوا وآذوا وأفسدوا ودمروا وأرهبوا، اللهم أنزل بهم بأسك الذي لا يرد عن القوم المجرمين، اللهم فرق جمعهم وشتت شملهم واجعل بأسهم بينهم، وأرنا فيهم عجائب قدرتك، يا قوي يا عزيز. ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار. عباد الله قوموا إلى بعضكم وتصافحوا وتزاوروا وشكروا الله الذي وفقكم لإتمام صيام رمضان وقيامه (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )

      نسأل الله العلي الكبير أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وكل عام وأمتنا الإسلامية بألف خير.

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »